|
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-03-2015, 10:24 PM | #1 |
مدون جديد
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 66
|
متى تنتهي جمرة النفس
بسم الله الرحمن الرحيم أن الإنسان لا يحبُّ أن يكاشفه أحدٌ بما هو فيه، وإذا كوشف بعيب فيه؛ ربما يشـرد، وربما يثور ويغضب، وكلُّ ذلك هو علامة منازعة النفس الإبليسية، ودليل على أن جمرة الغضب لم تنتهِ في نفسه بعد. متى تنتهي جمرة النفس، إذا كان القدح أحبُّ إليه من المدح، وإذا شجَّع من حوله وقال: (رحم الله إمرئ أهدى إليَّ عيوب نفسي) فــإذا وصل لهذا المقام على التحقيق يعلم أنه قد وضع قدمه على قدم الصدِّيق، وأن هذه بداية سلوكه للطريق. أما إن كان يحزن من هذا إذا نصحه، ويغضب من هذا إذا كاشفه بعيب له، أو فيه، بل ربما يتخذ موقفاً، أو ربما يتحوَّل ويُحوِّل الأمر إلى عداوة، فإن ذلك دليل على أن النفس ما زالت كامنة، وإن كانت في الظاهر ساكنة، إلا أنها لم تنتهِ كما يحبُّ ربُّ العباد من العباد . فإذا ماتت النفس فإن علامة الموت :( أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ) ما عطاؤه ؟ ( وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ) (122 سورة الأنعام) يرى كما يرى سيِّد الورى ، يرى الآيات الْمَلَكيَّة ؛ فيرى خـواطر النفوس ، وتجول روحه وقلبه في غياهب القلوب ، ويكاشفه الله بالمحجوب ، لكنه قد رزقه الأدب الذي به لا يفصح عن العيوب ؛ حرصاً وخوفاً على أسرار حضرة علام الغيوب . وهذا هو مقام السالكين ؛ يرون حقائق الأشياء ، وفيهم يقول إمامنا رَضِيَ الله عنه : فني من شاهد المجلي ونال الســـرَّ وارتاح وغنَّى بالحقــــائق من رأى الأشباح أرواح فنحن نرى ظاهر الإنسان ، وهو بعين قلبه يريه الله غيوب باطن الإنسان ؛ ولذلك يفيض الله على صاحب هذا المقام وهو من أهل البدايات ، لكن له عند الله عنايات يفيض الله عليه من مقام :( تَعْرِفُهُم بستماهم ) (273 سورة البقرة) فينظر إلى شاشة المرء وهي السيميا فيعلم ما يدور في خلجات قلبه ويرث مقام ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) (30 سورة محمد) فيعرف من فلتات اللسان؛ خبايا ما في جنان الإنسان ،وهي رؤية الإسراء التي رآها سيد الأنبياء، وبيَّن الله لنا أنه مع أن الله (علَّمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيماً) ؛ إلا أنه احتاج أن يرجع في كل مشهد إلى صاحب الروح، لأن معه فتوح أعظم؛ ليكشف له اللبس، ويبين له حقيقة المشـهد، حتى لا ينفرد السالك إذا رأى مثل ذلك، ويظن أنه واصل، فيكون بذلك هالك لأن بعض السالكين بمجرد أن يرى رؤية مناميه، يظنُّ أنه وصل إلى مقامات الولاية، وينقطع عن صحبة العارفين، فإذا كاشفه الله ببعض المشاهد الكونيَّة، يظن أنه قطب الوقت، ويطلب مدح المريدين، وثناء العلماء والواصـلين، ويستغني عن العارفين في حين أنه يحتاج إلى من يفك له رموز هذه المشاهد، كما حدث مع النبي الشاهد صلَّى الله عليه وسلَّم. إشراقات الإسراء- ج2 منقول من كتاب {إشراقات الإسراء الجزء الثاني} اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
__________________
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
النفس, تنتهي, جمرة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سر النفس الغائبة | ابن السور | مقتطفات تدوينية | 0 | 02-10-2014 05:58 PM |
الساعة الآن 08:52 PM - بتوقيت جرينتش
المعهد غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو
تعاوني بين الأعضاء فعلى كل شخص تحمل مسؤولية نفسه تجاه ما يقوم به من بيع وشراء وإتفاق وإعطاء معلومات مدونته التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي معهد خبراء البلوجر ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر) |